شهدت العاصمة السويدية يو م الاثنين 02 دجنبر 2019 محاضرة سلطت الضوء على المعانات والمأسي التي يعيشها المحتجزون في مخيمات أراضي تيندوف،وقامت رئيسة «جمعية الدفاع عن المحتجزين بأراضي تيندوف» الأستادة مريم باني بمداخلة في هذا الموضوع لتوضيح الصورة الحقيقية لهذا الملف،ومن أجل خدمة قضية الصحراء المغربية وتحسيس الرأي العام السويدي بالوضع القاسي الذي يعيشه المعتقلون بمخيمات تيندوف وعلى اثر جائزة النوبل البديلة التي فازت بها أمنتوح يضر باعتبارها تدافع عن حقوق الصحراويين،قامت «جمعية الدفاع عن المحتجزين بأراضي تيندوف» بمدينة ستوكهولم عاصمة السويد بمحاضرة لمناقشة هذا الموضوع حيث قمنا بعرض فيلم وثائقي بعنوان»من تيندوف الى العيون طريق الكرامة» وقام كل من الأساتدة محمد أحمد كاين وسيدي أحمد حرمة الله بمداخلات في هذا الصدد من أجل توضيح الصورة الحقيقية لمظاهر العيش في كل من ما يسمى بمخيمات تيندوف والمناطق الصحراوية المغربية.
كلمة الأستادة مريم باني :
«من تيندوف إلى العيون طريق الكرامة»
إن الكرامة كما تُعرَف عادة حق للفرد في أن يُحتَرم لذاته و أن يُعامَل بطريقة أخلاقية تراعي مشاعره و قيمته و تحفظ إنسانيته و مكانته في المجتمع.
فجميع الأديان السماوية و بعدها كل القوانين التي تؤطر الحياة الإجتماعية تنهي عن سب الإنسان أو شتمه أو إذلاله أو إهانته.
للإنسان الحق الكامل في العيش بحرية و التعبير عن آراءه ، دون تجويع أو استرقاق و غيرها من مظاهر الإذلال و التمييز. إن من مظاهر حفظ كرامة الإنسان هو أن يكون له مسكن يأويه و محيط آمن و مستقر مع أناس يحبهم و يحبونه و يقدرونه.
إن الوسط الذي نولد فيه و نعيش فيه هو الذي يحدد هويتنا، فكيف لأناس عاشوا سنينا بعيدا عن أهاليهم على وهم ينتظرون ان يصبح حقيقة أو ربما فرض عليهم الإنتظار أن ينعموا بكرامتهم. فمنذ 44 سنة و إخواننا الصحراويون القاطنون بتيندوف يترقبون، فتوفي جيل و ولد جيل جديد لا يعرف شيئا عن هويته الحقيقية و عن أهله في الضفة الأخرى بمراكش او الصويرة أو العيون أو بوجدور، فأصبح البعض من شباب هذا الجيل الجديد فريسة سهلة، تنساق وراء وهم جديد ألا و هو الدولة الإسلامية «داعش» حيث يغرر بهم كما غرر بآبائهم من قبل فيحملون السلاح و يهددون أمن و استقرار سكان كل منطقة جنوب الصحراء.
بالإضافة إلى عدم الإستقرار النفسي الذي يعاني منه الصحراويون القاطنون بتيندوف هناك الإحساس الدائم بالخوف لانعدام الأمن و الاستقرار داخل مخيمات تيندوف فالعديد من زوار هذه المنطقة تحدثوا عن الحاجة للحماية و الحراسة للتحرك داخل المخيمات بيد أنهم أكدوا التناقض الصارخ للعيش في العيون و الداخلة مثلا، حيث ان السكان ينعمون برغد في العيش و أمن و سلام، و يمكننا أن نستحضر التحقيق الصحفي موثقا صوتا و صورة الذي قامت به الصحفية الأسبانية «باتريسيا موخدي خويس» حيث مكثت خمسة أيام في كل من تيندوف و العيون فقارنت بين العيش في كل منهما و أقرت بإحساسها بالخوف إبان تواجدها بالمخيمات، الشيء الذي تلاشى عند نزولها في مطار العيون فتفاجأت بالطمأنينة التي يتمتع بها رواد شوارع المدينة من رجال و نساء .
في نفس السياق يستوقفنا خطاب السيدة «أمينتو حيضر» ،التي تتكلم في كل مكان و في جميع المناسبات عن احتلال عسكري داخل الأراضي الصحراوية و عن انتهاك لحرمة و كرامة الإنسانية، و هي نفسها تجول مدن و شوارع الصحراء و تزور عائلتها و أصدقاءها في كل أمان و دون حرس أو رقيب، أليس هذا تناقضا؟
هل يحتوي ملف ترافع «أمينتو» للدفاع عن الصحراويين أرقاما أو أسماء؟
هل سبق لها ان تقدمت للمنتظم الدولي بلوائح إسمية لصحراويين وكلولها للدفاع عن حقوقهم؟
أم هي خطابات عميقة جوفاء و فارغة من المحتوى العلمي و المنطقي للترافع.
كيف لهذه السيدة ان تشعر بالفخر و السعادة بالتكريم مع العلم أنها ،حسب زعمها، مليئة بالحزن و الأسى على أناس يعانون الأمرين من انتهاك كرامتهم ؟
إن كرامة إخواننا في الجنوب من كرامة جميع المغاربة.